نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 138
سدير، ليس للسائل أن يسأل عن الإيمان ما هو؟ حتى يعلم الإيمان بمن؟ قال
سدير، يا ابن رسول الله إن رأيت أن تفسر ما قلت، قال الإمام الصادق: من زعم أنه
يعرف الله بتوهم القلوب فهو مشرك، ومن زعم أنه يعرف الله بالاسم دون المعنى فقد
أقر بالطعن، لان الاسم محدث، ومن زعم أنه يعبد الاسم والمعنى فقد جعل مع الله
شريكا، ومن زعم أنه يعبد المعنى بالصفة لا بالادراك فقد أحال على غائب ومن زعم أنه
يعبد الصفة والموصوف فقد أبطل التوحيد، لان الصفة غير الموصوف ومن زعم أنه يضيف
الموصوف إلى الصفة فقد صغر الكبير و﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾
[الأنعام: 91]
قيل له: فكيف سبيل التوحيد؟ قال: باب البحث ممكن، وطلب المخرج موجود، إن
معرفة عين الشاهد قبل صفته ومعرفة صفة الغايب قبل عينه، قيل: وكيف تعرف عين الشاهد
قبل صفته؟ قال: تعرفه وتعلم علمه، وتعرف نفسك به ولا تعرف نفسك بنفسك من نفسك،
وتعلم أن ما فيه له وبه كما قالوا ليوسف: ﴿أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ
أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي﴾ [يوسف: 90] فعرفوه به ولم يعرفوه بغيره، ولا
أثبتوه من أنفسهم بتوهم القلوب أما ترى الله يقول: ﴿ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ
تُنْبِتُوا شَجَرَهَا﴾ [النمل: 60] يقول: ليس لكم أن تنصبوا إماما من قبل
أنفسكم تسمونه محقا بهوى أنفسكم وإرادتكم.
ثم قال: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم
ولهم عذاب أليم: من أنبت شجرة لم ينبته الله يعني من نصب إماما لم ينصبه الله، أو
جحد من نصبه الله، ومن زعم أن لهذين سهما في الإسلام وقد قال الله: ﴿وَرَبُّكَ
يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ
وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [القصص: 68])
ثم قال: معنى الإيمان الإقرار والخضوع لله بذلك الإقرار والتقرب إليه به،
والاداء له بعلم كل مفروض من صغير أو كبير، من حد التوحيد فما دونه إلى آخر باب من
أبواب
نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 138