نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 252
ردك الله سالما أن أضرب بين يديك
بالدف وأتغنى، فقال لها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (إن كنت نذرت فاضربي، وإلا فلا)، فجعلت تضرب، فدخل أبو بكر
وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، ثم دخل عمر فألقت الدف تحت
استها، ثم قعدت عليه، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (إن الشيطان ليخاف منك يا عمر، إني كنت جالسا وهي تضرب
فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، فلما دخلت
أنت يا عمر ألقت الدف)[1]
وهم يروون هذا متناسين أن عمر
والصحابة جميعا، بل كل الدنيا لا تساوي شيئا أمام رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. فكيف يخاف الشيطان في
مجلس من عمر، ولا يخاف من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم؟
ولو أن المصححين للحديث والمدافعين
عنه، تركوا الحديث ورواية الترمذي له وتصحيح الألباني، وعادوا إلى عقولهم قليلا،
ليسألوها عن حقيقة الشيطان، وعن دوره في الأرض، ثم عن أكثر الناس ترويعا له ومضادة
لمشروعه لعرفوا الحقيقة، وبأسهل طريقة.. فرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم هو المنتدب من العناية الإلهية ليحطم المشروع الذي أقسم الشيطان على أن
يفعله ببني آدم ليزج بهم معه في دركات جهنم.
لكنهم للأسف لا يهتمون بالإجابة على
هذه التساؤلات لأنها لا تخطر على بالهم أصلا، لأن صورة عمر في أذهانهم أهم وأعظم
من صورة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، كما عبر عن ذلك بعض المعاصرين بقوله: (لا شك أنه كان لعمر من
خلال الخير وخصال الإيمان ما لم يبلغ أحد من هذه الأمة شأوه، سوى صديق هذه الأمة الذي
سبقه، وفضل عليه، وأما من سواه، من أصحاب النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فمن بعدهم، فما بلغوا في الولاية، ولا خصال الإيمان
منزلته، ولا