نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 253
باراه أحد فيها.. ومع ما
كان عليه عمر من عظيم الإخلاص، والصدق، وما أعطيه من منازل الخير والتقوى، فالذي يظهر
أن ما أخبر به النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، من فرار الشيطان من عمر: كان كرامة له، وخصوصية،
خصه الله بها، لا يلزم أن يكون قد أعطيها لأجل عمل معين قام به؛ بل ربما كان ذلك لتكامل
خصال الخير فيه، أو لأمر معين، لا نعلمه، ولم يأتنا خبر من الصادق أن من فعل كذا، فر
الشيطان منه، ولا نعلم أن تلك الكرامة قد حصلت لغيره من الأمة أصلا.. ولعل من أعظم
تلك الخصال غيظا للشيطان، وإعانة لعمر عليه، حتى فر منه: صدق لهجته في الحق، فلا يداهن،
ولا يداري، وقوته في الأخذ به، فلا يضعف عنه، ولا يلين)[1]
ثم ساق نصا لابن تيمية
يقول فيه: (الشيطان إنما يستطيل على الإنسان بهواه، وعمر قمع هواه)[2]
وهو لا يدري أنه بذلك لا يرمي غير
عمر من الصحابة فقط، وإنما يرمي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم نفسه، ويذكر أنه لم يستطع قمع هواه؛ فذلك لم يفر منه الشيطان كما
فر من عمر.
النموذج الثاني:
وهو تلك الأحاديث التي تصور رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، بعد أن عاين ملاك الوحي، ونزل عليه من القرآن الكريم ما نزل بقي
في شك من أمره، وهل كان من نزل عليه ملاك أم شيطان، ولولا أن زوجته ـ كما تذكر
الرواية ـ احتالت لذلك حيلة، لبقي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في شكه وريبته.
[1] انظر
مقالا بعنوان: صفات عمر التي جعلت الشيطان يخافه ويفرّ منه، محمد صالح المنجد،
موقع الإسلام سؤال جواب.