نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 120
هو الفصل ليس بالهزل، وله ظهرٌ وبطن، وظاهره حكم الله وباطنه علم الله
تعالى، فظاهره وثيق وباطنه عميق، له نجوم وعلى نجومه نجوم، لا تُحصى عجائبه ولا
تُبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة، ودليل على المعرفة لمن عرف النصفة..
فليرع رجلٌ بصره، وليبلغ النصفة نظره ينجو من عطب، ويتخلّص من نشب، فإنّ التفكر
حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات، والنور يُحسن التخلّص ويُقلّ
التربّص)[1]
وقد فسر الإمام الباقر هذا الحديث بقوله: (ظاهره تنزيله، وباطنه تأويله،
منه ما قد مضى، ومنه ما لم يكن، يجري كما يجري الشمس والقمر، كلما جاء تأويل منه
يكون على الأموات كما يكون على الأحياء، قال الله: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ
تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ﴾ [آل عمران: 7]
نحن نعلمه)[2]
وقال: (ولو أن الآية إذا نزلت في قوم ثم مات اولئك القوم ماتت الاية، لما
بقي من القرآن شئ ولكن القرآن يجري أوله على آخره ما دامت السماوات والارض، ولكل
قوم آية يتلونها هم منها من خير أو شر)[3]
وكل هذه النصوص تدل على أن لتعابير القرآن الكريم دلالتين: دلالة
بالتنزيل، وهو ما يستفاد من ظاهر التعبير، ودلالة أخرى بالتأويل، وهو المستفاد من
باطن فحواها، وذلك بانتزاع مفهوم عام صالح للانطباق على الموارد المشابهة عبر
العصور، حتى لا يبقى القرآن الكريم خاصا بعصر دون عصر.
[الحديث: 260] وهو في البيان الغيبي لسورة الفاتحة، وفيه بيان كيفية
التدبر، ونص