ثم التفت إلي، وقال معاتبا:
دعك من الأقنعة، واقنع بالحقيقة، وهلم لتجمع كنوز القناعة، ولا تنس قلمك.
^^^
التفت إلى المعلم، وقلت:
كم طوابق هذ القصر، وكم جواهره؟
قال: أربع: التدبير،
والاقتصاد، والكفاية، والأمن.
قلت: فما سر كون هذه
الجواهر أربع.. أهو مجرد غرام بالأربع؟
قال: لأن القناعة علاج الطمع
والحرص.
قلت: وما في ذلك؟
قال: لأن الطمع والحرص ناتج
عن أربع علل، كل علة منها تداوى بأشعة جوهرة من الجواهر.
قلت: فما هي، وما سر
انحصارها؟
قال: الطمع والحرص ناتجان
من فراغ عظيم يجده الطامع والحريص، ألا ترى أن حروف الطمع جميعها جوفاء.. هي تشبه
تماما نفس الطامع..
قلت: لعل النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أشار إلى ذلك بقوله:( لو كان لابن
آدم واد لأحب أن يكون له ثان، ولو كان له واديان لأحب أن يكون إليهما ثالث، ولا
يملأ جوف