قاطعته قائلا: فكيف عرفته إذن؟
قال: أنا هو..
بهت متأملا صورته محاولا إيجاد شبه بينهما، ثم قلت: أهو أنت محبة ومودة، أم هو أنت شحما ولحما؟
قال: ما بك يا هذا، ألا ترى الإنسان إلا شحما ولحما!؟
قلت: اعذرني، فأنا من قوم يقولون مثل هذا الكلام، ولكن اصدقني ما المعنى المجازي في قولك:( هو أنا )
قال: ليس هناك معنى مجازيا، كل ما في الأمر أني هو، وهو أنا.
قلت: والصورة مختلفة!؟
قال: ألم تسمع عن سوق الصور؟
قلت: بلى، قرأت ما رواه المحدثون عنه a:( إن في الجنة لسوقا ما فيها شراء ولا بيع إلا الصور من الرجال والنساء، فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها )[1]
قال: فهذا من ذاك.
قلت: ولكن ذاك في الجنة، ونحن في الدنيا.
قال: ولكن.. ألم تسمع بأن الأولياء تعجل لهم جنانهم في الدنيا، ألم تسمع قول من قال:( في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة )؟
[1] ) الترمذي، وقال: هذا حديث غريب.