خرجت من قصر الاستغناء، وقد
جمعت ثروة طائلة من جواهره النفيسة..سرت مع المعلم في أرجاء مدائن الغنى بحثا عن
قصر جديد، لجمع جواهر جديدة.
فجأة وقفنا أمام قصر مهيب،
كل ما فيه جميل، مستغن بما فيه عن المدينة وأهل المدينة، وكأنه معزول عنها تماما،
سألت المعلم عن سر هذا القصر، فقال: هذا قصر القناعة.. فالقنوع مكتف بما عنده، لا
تمتد عيناه لغيره.
دخلت القصر، فقد كان معي
جواز الافتقار، وإذا بي أرى مرشد القصر في حلة جميلة وطلعة بهية لا تقل عن حلة
وطلعة مرشد قصر الاستغناء، فتقدمت إليه، وسألته، محاولا إظهار خبرتي بتلك القصور،
قلت له: أنا لي علاقة طيبة بالمرشدين، وقد صحبت في الأيام السابقة مرشدا، ليتك
رأيت ما يتمتع به من طاقات.
قال: بلى.. أعرفه.
قلت: أهو قريبك إذن أم
صديقك، فالحرفة الواحدة تجعل أصحابها أصدقاء رغم أنوفهم؟