قال: صدق a، فقد أشار إلى علة الحرص والطمع
أتم إشارة.
قلت: وهذه الصفة.. ما
علاقتها بالعلل الربع؟
قال: إن الفراغ الذي يعانيه
الطامع يجعله حريصا على ملئه، كما أخبر a بأنه إن كان له واديان، وملأ بهما جوفه، يشعر بأن جوفه لا
زال يحتمل المزيد، فيظل حبيس فقره وحاجته وطمعه.
قلت: وهذا إلى ما يؤدي.. لا
زلت حريصا على سر الأربع.
قال: يؤديه ـ أولا ـ إلى
اختلاط في تصرفاته ، وجشع في تناول الأشياء، مثله كمثل من أدخل سوقا مملوءا
بالكنوز، ثم أعطي ساعة ليجمع منها ما يشاء.. فتراه في تلك الساعة، وقد اختلط عليه
أمره.. لا يدري كيف يتصرف.. ولا ماذا يجمع؟.. ولا أين يضع؟
قلت: هذا صحيح، فبم يعالج
هذا؟
قال: يعالج بالتدبير
والتنظيم والتثبت.
قلت: فما العلة الثانية؟
قال: الفراغ الذي يعانيه
يجعله يسرف في تناول الأشياء، لأنه يعتقد أن جوفه لا زال يحتمل المزيد، ألا ترى
الشره كيف يأكل فوق حاجته إلى أن يصاب بالتخمة، لا لكونه جائعا، ولا لكونه مشتهيا،
وإنما للمرض الذي