responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 62

قلت: لا، لأنه لا يملك إلا السراب والهباء، ثم يغالط نفسه به.

قال: كيف يغالط نفسه به؟

قال: لأنه إذا جاء وقت الحاجة لن يغني عنه ذهبه شيئا.

قال: إذن هو كذلك السراب الذي { يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً }(النور: 39)

قلت: أجل.. هو كذلك.

قال: فأغنياء العالم الذين تمتلئ قلوب الفقراء حسدا أو نقصا عند رؤاهم، هل تغنيهم أموالهم وذراريهم وقصورهم شيئا وقت الحاجة.

قلت: أما في الدنيا، فنعم.

قال: ما الدنيا إلا أيام تروح وتنقضي، فبعد الدنيا.

قلت: لا تنفعهم، فلم أر أحدا تدفن كنوزه معه.

قال: أرأيت لو دفنت كنوزه معه، هل تغني عنه من أمره شيئا؟

قلت: كيف تغنيه، وهو لن يطول به المقام حتى يأكله الدود، فيصير هيكلا عظميا ينخره التراب.

قال: أرأيت لو حنطوه، وحفظوا جثته وزينوها بالحلي والحلل التي جمعها، أكان ذلك يغني عليه شيئا؟

قلت: كيف يغني عليه، وهو رمة بالية، والحمار يظل حمارا، ولو كسي وزين ما زين.

نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست