قلت: لا، لأنه لا يملك إلا السراب والهباء، ثم يغالط نفسه به.
قال: كيف يغالط نفسه به؟
قال: لأنه إذا جاء وقت الحاجة لن يغني عنه ذهبه شيئا.
قال: إذن هو كذلك السراب الذي { يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً }(النور: 39)
قلت: أجل.. هو كذلك.
قال: فأغنياء العالم الذين تمتلئ قلوب الفقراء حسدا أو نقصا عند رؤاهم، هل تغنيهم أموالهم وذراريهم وقصورهم شيئا وقت الحاجة.
قلت: أما في الدنيا، فنعم.
قال: ما الدنيا إلا أيام تروح وتنقضي، فبعد الدنيا.
قلت: لا تنفعهم، فلم أر أحدا تدفن كنوزه معه.
قال: أرأيت لو دفنت كنوزه معه، هل تغني عنه من أمره شيئا؟
قلت: كيف تغنيه، وهو لن يطول به المقام حتى يأكله الدود، فيصير هيكلا عظميا ينخره التراب.
قال: أرأيت لو حنطوه، وحفظوا جثته وزينوها بالحلي والحلل التي جمعها، أكان ذلك يغني عليه شيئا؟
قلت: كيف يغني عليه، وهو رمة بالية، والحمار يظل حمارا، ولو كسي وزين ما زين.