قال: فخبرني ما فائدة هذا المال الذي لا تجده أحوج ما تكون إليه؟
قلت: وما البديل؟
قال: أن تبحث عن المال الذي تجده في كل وقت.
قلت: ما الفرق بينهما؟
قال: الأول سراب، والثاني ماء، ومن أجهد نفسه مع السراب لن يصل إلى الماء.
قلت: وكيف أصل إلى الماء؟
قال: بالبحث عن رب الماء، ألم تقرأ قوله تعالى:{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}(النور:39)
قلت: فمن فقد الله؟
قال: لم يظفر إلا بالسراب، ولهذا كانت هذه الجوهرة جوهرة:( ماذا وجد من فقدك )
قلت: هذا جزء من حكمة ابن عطاء الله.
قال: هذه حكمة من حكم الوجود، وسنة من سنن الكون، و{ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}(الأحزاب: 62)
قلت: أريد الشواهد، فأنت تعرف أني لا أقبل إلا الشواهد.
قال: البصيرة خير الشواهد.