قال: إذا كنت في صحراء
واسعة، ودب ثعبان الظمأ ليستل روحك، ورأيت سرابا بعيدا، هل تراه أو تعتبره؟
قلت: أراه، ولكني لا
أعتبره.
قلت: وماذا لو اعتبرته؟
قلت: سأظل تائها في
الصحراء، أبحث عنه، ثم لن أصل إليه أبدا.
قال: لم؟
قلت: لأنه غير موجود،
والبحث عن غير الموجود عناء.
قال: فكذلك ثروات الأغنياء
التي تراها.
قلت: ما الجامع بينهما؟
قال: إن نظرت إلى ما في
أيديهم كما نظرت إلى السراب، ضحكت عليهم، وسخرت منهم، ولم يستعبدوك.
قلت: قرب لي المثال، فإني -
كما تعلم - منغمس في أوحال الكثافة يشتد علي التجريد.
قال: أرأيت إن كان لك جار..
هو فقير.. ربما يكون أفقر منك.. ثم جاء بجوهرة مغشوشة، فعلقها في جيد امرأته، أو
جاءك بكنز يلمع كالذهب، ولكنه ليس ذهبا، ثم ذهب يتعالى عليك، ماذا كنت تفعل؟