يملأ نفوسهم، فمن الخطأ أن تلوم جارك على شيء تفعله في بيتك، ومن البهتان أن تنقلب على رؤسائك، ولا تنقلب على أهوائك.
ماذا وجد من فقدك:
صعد بي المرشد طابقا أعلى في قصر الاستغناء، فإذا بي أشاهد لافتة مكتوبا عليها:( هنا محل جوهرة عزيزة اسمها ( ماذا وجد من فقدك )
سألت المرشد عنها، فقال: أنا المرشد، ولست المعلم، اسأل معلم السلام.
أجابني من غير أن أسأله: لا يكفي أن تشعر بأنك لست مطرودا، ولا يكفي أن تشعر بأن في إمكانك أن تكون مختارا، لتمتلئ بالسلام والسعادة؟
قلت: فما الذي ينقص الفقير حتى يشعر بسكينة أعظم وسلام أتم؟
قال: أن يشعر بأن كل ما في يد غيره من الأغنياء والمستعلين هباء أو كالهباء، أو سراب أو كالسراب؟
قلت: وما فائدة هذا الشعور، وما علاقته بالاستغناء، وما علاقته قبل ذلك كله وبعده بالسلام؟
قال: لأن شعور الفقير بثروة الغني، يجعله عبدا لها، أو عبدا له.
قلت: كيف يكون ذلك، ولا بد من ذلك.
قال: فرق بين أن تراها، وبين أن تعتبرها.
قلت: لا أرى فرقا بينهما.