قال: إنها تخاطب جذور أعماق
الفقراء والمستضعفين، لتقول لهم:( إن الله لم يخلقكم أذنابا، بل خلقكم رؤوسا، فإن
أبيتم إلا أن تكونوا أذنابا، فتحملوا ما يجركم إليه ذلك )
قلت: وما يجر إليه ذلك؟
قال: إن ربط شخص نفسه في ذيل
خنزير نجس، أيمكن أن يبقى طاهرا؟
قلت: وكيف يبقى طاهرا، إن
النجاسة لاحقة به لا محالة.
قال: فكذلك من رمى نفسه في
أتون المجرمين، فإنه لا ينبغي أن يلوم أحدا إن احترق.
قلت: ألهذا يجمع الله تعالى
في دار العدل الكبراء مع المستضعفين؟
قال: لأن المستضعفين أبوا
إلا أن يبيعوا أنفسهم للكبراء.
قلت: إن هذه المعاني خطيرة،
وهي تحض على الثورة.. ثورة الفقراء والمستضعفين.
قال: والثورة هي بداية
السلام، فلا يمكن أن تتحقق بالسلام، وأنت تقنع بالعجز.
قلت: ولكن الثورة تحتاج
سلاحا.
قال: فقد أعطى الله الفقراء
القدرة على حمل السلاح.
قلت: ليواجهو به الكبراء
والمستعلين؟
قال: ليواجهوا به قبل ذلك
الظلام الذي يعمر أعماقهم، والخراب الذي