قال: برفع الهمة، والثورة
على الاستضعاف، فالحقيقة المرة قد تكون كالدواء المر، فإنه وإن لم يكن لذيذا، لكنه
مفيد.. لكنه دواء.
قلت: ولكن ما الذي يحول بين
الفقراء والمستضعفين وتملك هذه الجوهرة الثمينة؟
قال: إنه الاتباع الأعمى
الناتج عن فراغ عظيم.
قلت: تقصد عقدة النقص التي
تجعلهم يرون أنفسهم أصفارا، فينمحون أمام الكبار.
قال: سم ذلك ما شئت، ولكن
من عظم غير الله، وسكن لغير الله ابتلاه الله بالاستعباد لكل شيء.
قلت: أتذكر لهذا السبب
شاهدا، فأنت تعرف مدى غرامي بالشواهد؟
قال: القرآن الكريم كله
شواهد على ذلك، ولكن اسمع لما يقول الله تعالى:{ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا
لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ
جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ}(سـبأ:32)