قال: ما قلت ذلك، فلا نسمي
الله إلا بما سمى به نفسه.
قلت: فقد قال:{ يُدَبِّرُ
الْأَمْرَ }(السجدة: 5)، ولم يقل:( يقتصد)
قال: ومع ذلك فهو يحب
المقتصدين، ويبغض المسرفين، فإن لم تقصد التشبه به، فتشبه بما يحبه.
قلت: كيف يحب المقتصدين؟
قال: ألم تسمع إلى الحق
تعالى، وهو يقول:{ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}(الأنعام:
141)، وهو يحض على تناول نعمه من غير إسراف، قال تعالى:{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا
زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ
لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}(لأعراف:31)
وقد يأخذ الإسراف أسماء
أخرى، كلها لا يحبها الله، ولا يحب أهلها، قال تعالى:{ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ
اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ
الْمُعْتَدِينَ}(البقرة:190)، فالمعتدي قد تجاوز حد الاعتدال إلى الظلم، فصار
مسرفا، ولذلك تقوم الحروب بسبب الإسراف.
والإسراف نوع خطير من
الفساد لا يحبه الله، قال تعالى:{ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي
الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا
يُحِبُّ الْفَسَادَ}(البقرة:205)
قلت: وقد أخبر تعالى بأن
المبذرين إخوان الشياطين، فقال:{ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ