قال: أنا لا أهدم القصر ولا الكوخ، لأني صاحب سلام، ولكني أطلب من صاحب القصر أن يزين الكوخ لكي لا يشوه جمال قصره، وليحفظ التناسق في الكون.
قلت: أليس في طلبك صراع واعتداء على الحرية الشخصية لصاحب القصر؟
قال: لا.. لأنه لولا الكوخ ما بني القصر.
قلت: وهؤلاء الذين هدموا الكوخ أو القصر ما سر هدمهم له.. وهم يزعمون أنهم أعيان اقتصاد.
قال: لأنهم نظروا إلى أجوافهم الفارغة.. ولم ينظروا إلى الحقيقة.. فأحالهم ذلك إلى الإسراف.
قلت: وما الإسراف؟
قال: هو مجاوزة الاعتدال والتوازن الذي طبع الله بهما الأشياء جميعا، فلذلك لا ترى فيها أي فطور.
قلت: صدق الله العظيم:{ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ}(الملك:3)
قال: إن لم يكفك ذلك لتبصر هذه الحقيقة، فـ { ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ}(الملك:4)
قلت: لكأني بك تريد أن تقحمني في ما أقحمتني فيه في الطابق السابق،