قال: ولكنكم ـ للفراغ الذي
تشعرون به في أجوافكم ـ اعتديتم على الأرزاق التي جعلها الله لغيركم.
قلت: كيف ذلك، وهل يملك أحد
أن يأخذ رزق أحد؟
قال: أجل.. ألا يعتبر
السارق معتديا على رزق غيره، آخذا له بطريق الحرام؟
قلت: أجل، ولهذا عاقبه
الشرع بتلك العقوبة الخطيرة، ليقول له: هذه اليد لم أخلقها لك لتأخذ رزق غيرك، بل
لتأخذ رزقك، وتسعى لرزقك.. ولكن ما علاقة هذا بذاك، فأغنياؤنا لم يستولوا على
أرزاق غيرهم، بل كسبوها بالطرق الصحيحة التي أقرها الشرع؟
قال: ولكنهم صرفوها في غير
ما شرع الله، فأجاعوا بطونا كثيرة ليملأوا الفراغ الذي تشعر به أجوافهم.
قلت: أشيوعي أنت؟ إني أسمع
في صوتك نبرة شيوعية.
قال: الشيوعي يهدم القصر،
لينبي على أطلاله الكوخ، والذي يهدم مصارع، والمصارع لم يتعلم السلام.. وأنا معلم
السلام.
قلت: فالرأسمالية في نظرك
إذن أشرف؟
قال: الرأسمالية لاتهدم
القصر ولا الكوخ، ولكنها تمارس كل الحيل لتجعل من حجارة الكوخ لبنات جديدة تزين
بها القصر.