قال: إن القرآن الكريم ـ
هنا ـ يجعل التبذير والكفر في سلة واحدة، أتدري لم؟
قلت: لم؟
قال: لأن المسرف لا يعرف
نعم الله، أو أن إسرافه يجعله يلتهم الأشياء التهاما يشغله عن معرفة مصدرها، فلذلك
لا يبالي المسرف ما ملأ جوفه أمن حلال، أم من حرام، ولا يبالي أفيه منفعة، أم فيه
مضرة، ولا يبالي ما عاقبة ما يتناوله أسجن أم زنزانة أم موت.. كل همه أن يملأ
جوفه.
قلت: فالمسرف إذن يضر
مصالحه.
قال: لا يضر مصالحه فقط، بل
يضر مصالحه، ومصالح المجتمع، ومصالح الدنيا، ومصالح الآخرة.
قلت: فهلا تفصل لي مظاهر
هذا الإضرار، فإن قومي لا يخافون من شيء كما يخافون على مصالحهم.
قال: سنتحدث عن مضار
الإسراف وضرورة الاقتصاد في حفظ المصالح الخاصة والعامة، فالفقر فقر افراد وفقر
مجتمعات، ومن الخطأ أن نعالج الفرد، ونترك المجموع للأويئة تلتهمها.