نام کتاب : شمائل النبوة ومكارمها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 202
يا محمد أعطني، فإنك لا تعطيني من
مالك، ولا من مال أبيك. فأعطاه شيئاً، ثم قال: (أحسنت إليك؟) قال لا ولا أجملت،
فغضب المسلمون، وقاموا إليه، فأشار إليهم أن كفّوا، ثم قام فدخل منزله، ثم أرسل
إلى الأعرابي فدعاه إلى البيت، فأعطاه شيئا، فقال: (أرضيت؟) فقال: لا، ثم أعطاه
أيضا، فقال: (أرضيت؟) فقال: نعم، نرضى، فقال: (إنك جئتنا، فسألتنا، فأعطيناك، فقلت
ما قلت، وفي أنفس المسلمين شيء من ذلك، فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي،
حتى يذهب عن صدورهم ما فيها)، قال: نعم، فلما كان الغداة أو العشيّ جاء، فقال رسول
الله a: (إن صاحبكم هذا كان جائعا
فسألنا، فأعطيناه، فزعم أنه رضي، أكذلك؟) فقال الأعرابي: (أي نعم، فجزاك الله
تعالى عن أهل وعشيرة خيرا) فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (ألا إن مثلي ومثلكم كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه، فأتّبعها
الناس، فلم يزيدوها إلا نفورا، فناداهم صاحب الناقة: خلّوا بيني وبين ناقتي، فأنا
أرفق بها، فتوجه لها صاحبها بين يديها، فأخذ لها من قمام الأرض، فجاءت واستناخت،
فشد عليها رحلها، واستوى عليها، وأنا لو تركتكم حين قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل
النار، فما زلت حتى فعلت ما فعلت)[1]
[الحديث: 785] عن أنس قال: (كان رسول الله
a يجيب دعوة العبد، ويعود
المريض، ويركب الحمار)[2]
[الحديث: 786] عن ابن عباس، قال: إن أهل
مكة سألوا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن
يجعل لهم الصّفا ذهبا، وأن ينحّي عنهم الجبال فيزرعون، فقيل له: إن شئت أن تستأني
بهم، وإن شئت أن نعطيهم الذي سألوا، فإن كفروا أهلكتهم كما أهلكت من كان قبلهم،
قال: بل
[1] رواه أبو الشيخ وأبو الحسن بن
الضحاك، سبل الهدى(7/11)