نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 328
وإنما
كان يبثها لأتباعه، حتى ينفرهم من الإمام الخميني، فقد قال فيه: (إن الكثير من
العلماء يزوروني ويستفسرون عن رأيي بنهج الخميني وهل اختلف معه أم لا؟ فأجيبهم
بنعم، وأوضح لهم بأنه معارض للشاه، بينما أن لست كذلك، لقد أرسلت إلى الخميني اسأله:
ما دمت تتصيد العثرات على الحكومة، فلماذا لم تحتج على حكومة العراق التي تقتل من
يريد المشاركة في مسيرة الأربعين من النجف إلى كربلاء، بينما الحكومة الإيرانية لا
تقوم بشيء من هذه الأعمال؟)[1]
وهكذا
راح يحرض على أتباع الإمام الخميني، والذين كانوا في ذلك الحين يتلقون إشاراته
للقيام بكل ما تحتاجه الثورة من مواقف، فقال: (أنا لا أخاف من الخميني، لكن أنصاره
مجانين لا يتورعون عن استخدام السلاح في التخريب وقتل الآخرين. نحن لسنا مصونين من
أذاهم حتى ونحن في بيوتنا، ويجب أن تعطونا الحق في أن نسلك نهجاً معتدلاً لنأمن من
الضرر من هؤلاء ونؤدي واجبنا حيال جلالة الملك والأمة) [2]
بل إنه
راح يقترح دعم الحكومة في التصدي لأنصار الإمام الخميني، فقال: (الذين يملكون
الشجاعة للوقوف بوجه الخميني وأنصاره قليلون جداً، فخلال السنوات الأخيرة أدى سلوك
أنصار الخميني إلى بث الرعب في قلوب غالبية الذين يؤيدونني في وجهة نظري، أي
يؤيدون الحكم الملكي، خاصة وأن أنصاري لا يملكون تنظيماً معيناً، ولذا فإنهم قلقون
جداً. علينا العمل من أجل تبديد مخاوف هؤلاء تدريجياً، وإيجاد تنظيم في صفوفهم،
يمكنهم من الاتحاد والتصدي لخط النجف. ونهجي المعتدل سيؤدي إلى استقطابهم نحوي
الأمر الذي يمهد الطريق لإيجاد التنظيم اللازم والتمتع بقوة ملحوظة لبدء التصدي
العلني