نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 300
والتضحية
ويضيعوا في دهاليز الحياة وهموم معيشتهم اليومية) [1])
وهكذا
كانت الحرب المفروضة على إيران ـ رغم آلامها الشديدة على الشعبين ـ نعمة كبيرة
استطاع بها قادة الثورة الإسلامية ومسؤولوها التمييز بين الصادقين من الثوار
والانتهازيين منهم، وذلك ما يسر عليها الحفاظ على الثورة وضمان انتصاراتها.
ب. استثمار الحركة الحسينية في
المواجهة:
عندما
نلاحظ دور مجالس العزاء والمناسبات المرتبطة بأهل البيت في تاريخ الثورة الإيرانية
نوقن أو نكاد نوقن بتلك المقولة التي يرددها الكثير، والتي تذكر أنه لا يمكن أن
تنجح مثل تلك الثورة في غير البيئة الشيعية.
وهذا
صحيح من نواح كثيرة، ذكرنا بعضنا عندما بينا دور المرجعية في الثورة، وهي للأسف
غير موجودة في المدرسة السنية التي لا تعتمد هذا النظام، ولذلك كانت تبعية علمائها
للسلطة التي ينالون مرتباتهم منها، بخلاف المرجعية الشيعية التابعة للشعب،
والمحتكة به في كل شيء.
بالإضافة
إلى ذلك، فإن ارتباط الشيعة بأئمة أهل البيت، وكونهم جميعا من المعارضين للسلطات
الحاكمة في أزمنتهم، جعل مفاهيم الثورة أكثر وضوحا.
ولذلك
لم يجد قادة الثورة الإسلامية أي عناء في تبليغ مفاهيم الثورة وربطها بالدين، ذلك
أنه لم يكن عليهم سوى ربط يزيد بالشاه، وربط الإمام الخميني وقادة الثورة
الإسلامية بالإمام الحسين وغيره من أئمة أهل البيت.
وقد
انتشرت في ذلك الحين العبارة المعروفة (كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء)، وهي عبارة
يرددها الإمام الخميني وقادة الثورة الإسلامية كثيرا، والذين حولوا من عاشوراء