نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 275
كلمته
اليوم على رفضه. فإذا كنتُ قد اتخذتُ أحدا وكيلًا فهو وكيل ما لم أعزله، فإذا
عزلته فلا يمكنه بعدها أن يقول: لقد وكلتني فلا يحق لك الاعتراض!! حسناً، السلطنة
هبة يمنحها الشعب، ولنفرض أنه أعطاها لك وهو الآن يرفضك، فماذا تقول؟! إذن فقد
أصبح باغياً، وعندما أصفه أحياناً ـ فيما أكتب ـ بالبغي فليس في هذا الوصف مبالغة
أصلًا، فهو باغ حقاً لأن الباغي هو الذي يغتصب موقعاً معيناً دون حق، أو يحكم خلاف
القوانين بالنصب والاحتيال، وقد قام بالحصول على كلّ تلك المنافع ـ طوال المدة
السالفة ـ بغياً ونصباً. ولو فرضتم أن للسلطنة أجراً استلمه فهذا نصب واحتيال أيضا،
لأن السلطنة أساساً لم تكن حقاً له ليتخذ عليها أجراً)[1]
وهكذا
نجد الإمام الخميني يضع كل الاحتمالات والفروض مثلما يفعل الفلاسفة والمتكلمون، ثم
يجيب عليها بتفصيل وتبسيط حتى يشعر المستمعون جيدا بالانسجام مع ما يطرحه.
وبعد
أن يذكر كل ذلك يبين السبب الحقيقي لبقاء الشاه، وهو ليس الدستور، ولا رضى الشعب،
وإنما قوى الاستكبار العالمي، ولذلك يخاطبهم بنفس المنهج العقلي، فيقول: (لقد
اتفقت كلمة أميركا وإنجلترا والروس على وجوب بقاء هذا الشاه، لكن كلمة الشعب
الإيراني برمته تقول: وما علاقتكم أنتم بالأمر لتتفق كلمتكم على بقائه؟ الشعب
شعبنا والبلد لنا ولا يحق لأي منكم أن يقول: يجب أن يبقى هذا الشخص في الحكم لأنه
خير من يحفظ مصالحنا! أنه يحفظ مصالحكم أنتم فما علاقته بنا نحن؟! إذا كان يتولى
مهمة حفظ مصالحكم فخذوه معكم وافعلوا به ما شئتم، ما معنى أن يسرقنا؟ نحن نريد أن
نردعه عن السرقة ونقطع يده كي لا يأخذ أموال الشعب ويعطيها لكم. فاعتراضنا يشملكما
معاً،