نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 273
نحن
وكّلنا آبائنا للقيام بذلك، ولا نحن انتخبنا نواب ذلك العهد، فهم قاموا بهذا
التنصيب دون مسوغ مشروع.. إذن النظام الملكي يحمل بنفسه دليل بطلانه) [1]
ثم
راح يرد على مقولة أخرى موجودة في الدستور، ولا يزال للأسف أصحاب الاتجاهات
السلفية خصوصا يتبنونها في تبرير الحفاظ على الأنظمة الملكية، وقد عبر عنها بقوله:
(وقد ورد في الدستور أيضاً أن العرش (هبة إلهية) يمنحها الشعب لصاحب الجلالة، فكيف
تكون (هبة إلهية) والذي يهبها هو الشعب؟! ولماذا وكيف اصبح الشعب ممثلًا لله! فيمنح
هذه الهبة الإلهية؟! وماذا يعني هذا؟ لعلهم هم أيضاً رأوا أن من غير الممكن
الاصطدام برضا خان أو سلاطين تلك العصور)[2]
ثم
بين تهافت هذه المقولة عقلا، فقال: (إذا أردنا العمل الآن بما ينص عليه الدستور من
أن السلطنة هبة إلهية يهبها الشعب للملك، فلنسأل الشعب في جميع أنحاء البلد بشأن
هذا البند، ونقول: من منكم أعطى السلطنة لهذا الشخص؟! لا تجد من يجيب بالإيجاب،
وحتى لو كان صحيحاً أن آبائكم قد وهبوا هذه الهبة الإلهية لرضا خان ـ وهذا كذب محض
ولكن على فرض صحته ـ فإن رضا خان مات وانتهت سلطنته، وآباؤنا لم يكونوا وكلائنا
ولا أوليائنا، ولم يكن لأكثر أفراد المجتمع المعاصر وجود خارجي يومئذ لكي يقوم
آباؤهم بإنجاز عمل معين لهم. إذن فعلى أي شيء تستند سلطنة محمد رضا خان حتّى طبق
هذا الدستور الذي ينص على أن السلطنة هبة إلهية يهبها الشعب للملك؟)[3]
ثم
راح يسأل الشاه قائلا: (من الذي وهبكم السلطنة، وانتم بأنفسكم تعترفون أنها أعطيت
لأبيكم والذين أعطوها لم يبق أحد منهم تقريباً ـ هذا على فرض صحة انهم أعطوها