نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 123
أيضاً
لا يقولون: فلان ارتكب سوءاً، وإنما يقولون: صار النظام الآن إسلامياً، وهؤلاء
الذين يدعون قائلين: نحن حرس الإسلام وحماته، رجال الدين يقولون أيضاً: نحن حرس
الإسلام، وهذا وضعهم، وهو يدلّ على أن الإسلام هكذا، يظهرون الأمر بأن هذا هو
الإسلام، وأن الشيوخ كانوا يكذبون في أن الإسلام دين التقدّم. هذه هي الغُصّة)[1]
وهكذا
نراه يردد وصيته للفقهاء، والتي يذكرها كثيرا، والتي يحذرهم
فيها من استغلال فرص ما يعطى لهم من الولايات في البعد عن التواضع والزهد والورع،
فيقول: (إياكم والانحراف عن خطّكم هذا والانخراط في مجالات أنتم بغنى عنها كأن
يتخذ كل عالم دين أربعة من الحراس الشخصيين أو أن يؤسس مكتباً ويتخذ له عدداً من
الحراس ويقوم بفعل ما يشاء. لو فعلتم ذلك ستكون الفتنة الكبرى ويكون الأوغاد قد
نجحوا في حرفكم عن المسير الصحيح وبهذا سيتذمر الكثيرون من وجودكم في المؤسسات
والمحاكم. وستصبح نظرتهم سوداوية تجاهكم ولن يروا إلّا أخطاءكم فحسب)[2]
وهو لا
يكتفي بذلك، بل يدعو إلى أن يلتزم العلماء وخصوصا من أنيطت بهم بعض المسؤوليات،
بتحري الزهد والورع، وألا يراهم الناس بصورة الظلمة والمستبدين، ففي خطاب له
بتاريخ 27 شوال 1405 هـ في الاجتماع السنوي الثالث لمجلس الخبراء قال: (من أهم
المسائل التي أريد التذكير بها هي المسألة التي ترتبط بالروحانيين والمسؤولين في
البلاد وتقلقني دائماً وهي أن لا يقلق منا هذا الشعب الذي ضحى بكل شيء وخدم
الإسلام ومنّ علينا بذلك، بسبب أعمالنا، لأن ما توقعه الناس منا وما يزالون
يتوقعونه ومن أجله ساروا وراءنا ووراءكم وروجوا الإسلام وأقاموا الجمهورية
الإسلامية وأزاحوا الطاغوت