نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 124
وقضوا
عليه، هو كيفية معيشة أهل العلم بحيث لو رأى الناس لا سمح الله أن السادة قد
غيّروا أوضاعهم وأنشأوا العمارات وصارت تحركاتهم غير مناسبة لشأنهم فسيزول ما
كانوا يحسونه في قلوبهم نحو علماء الدين، وأن هذا الزوال يساوي زوال الإسلام
والجمهورية الإسلامية. ولا يخفى أن هناك مجموعة معرّضة لخطر فعليهم المحافظة على
أنفسهم، فلا تتصوروا أنكم عندما تأتون مصحوبين بعددٍ من السيارات تزداد منـزلتكم
عند الناس، إن ما يجلب انتباه عامة الناس ويوافق أمزجتهم وأذواقهم هو بساطة عيشكم
كما كان زعماء الإسلام والنبيّ وأمير المؤمنين وأئمتنا يعيشون عيشة بسيطة وعادية
بل دون العادية، وأولئك الذين أقاموا الجمهورية الإسلامية هم الناس العاديون وأما
أولئك الذين يجلسون في البروج فلم يكن لهم أي دور في هذه الأمور، فأصحاب السوق،
المزارعون وعمّال المصانع والطبقات الضعيفة في الحساب الدنيوي والأقوياء في الحساب
الأخروي ينتظرون منا أن نعيش هكذا، فلو انحرفت نفوس الناس عنا لا سمح الله فلن
يلحق الضرر بنا وحدنا بل بالإسلام أيضا، وعلينا أن نحافظ على الذين حافظوا على
الجمهورية الإسلامية وسيحفظونها فيما بعد، وأن حفظها يتم بأن نعيش بشكل عادي بسيط
وأولئك الذين يريدون أن يحافظوا على أنفسهم عليهم أن يعلموا بأنهم يمكنهم بواسطة
سيارة (پيكان) أن يحفظوا أنفسهم أفضل من أية سيارة أخرى، إما أئمة الجمعة والجماعة
فمن الممكن أن يتعرضوا للاعتداء فيما لو خرجوا بشكل اعتيادي فيجب حفظهم بالمقدار
الذي لا يتجاوز الحدّ بحيث أن أراد إمام الجمعة الخروج فالشوارع تخلى من المارة
ويثار الضجيج، فمثل هذه الأمور تحطّ من كرامتهم لدى الناس)[1]
ثم
خاطبهم خطاب العارف الزاهد، فقال: (إن كرامتكم وعظمتكم أيها السادة ليست