نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 122
ومنظّمة
الأمن يخالفون، والآن الشيوخ والحرس ومحاكم الثورة واللجان يخالفون، ومن هذا يظهر
أن الإسلام مثل سائر الأنظمة أيضاً. لا يقولون بأنني خالفتُ، أو أن السيّد خالف أو
أنتم خالفتم. يقولون: الآن نظام إسلامي وجمهورية إسلامية)[1]
ثم بين
لهم أن تشويه الثورة أخطر من كل أنواع الهزائم، لأنه لا يرتبط بالمشوهين فقط،
وإنما بالإسلام جميعا، قال: (هذا خطر هو مصيبة من أدْهى المصائب. ما كان في قتل
سيّد الشهداء من إشكال، لأنّه رآهم يقضون على الدّين، فأحياهُ بشهادته، استشهد هو،
وأحيا الإسلام، ودفن النظام الطاغوتي لمعاوية وابنه.. وإذ رأى سيد الشهداء هؤلاء
يكدّرون الإسلام، ويرتكبون الخلاف ويظلمون باسم الخلافة الإسلامية، ويتردّد هذا في
الدنيا أن خليفة رسول الله يرتكب هذه الأعمال رأى واجبه أن يُقبل على الشهادة
ويمحو آثار معاوية وابنه. فالقتلُ، الشهادةُ لسيد الشهداء لم تكن شيئاً مضرّاً
بالإسلام، بل كان نفعاً له، فقد أحيا الإسلام. فلو قُتلنا نحن جميعاً في هذه
الثورة التي ثرناها وهذا السبيل الذي سلكناهُ معارضة ونضالًا، لما كان في ذلك
إشكال لأننا سلكنا سبيلنا الذي يجب وقتلنا في سبيل الإسلام. ما كان الإسلام في
خطر، بل كان يزداد حيوية. أما الآن وقد آل إلينا وطردتم الخصم، وقبضتم على مقاليد
بلادكم، فإنّه لو صدر عنكم خلاف الشرع ـ لا سمح الله ـ واختلف الشيوخ فيما بينهم
في البلاد، وعارض بعضهم بعضاً، واختلف الحرس، وشهر أحدهم بندقيته على الآخر،
واختلفت اللجان، ولم تقبل المحاكم على القضايا على ما يجب، فإنّ الناس لا يقولون
اليوم: هذا سافاكي فعل كذا، وإنما يقولون: هذا شيخ، وهؤلاء هم الشيوخ. وهذا هو
استبداد العمامة والمداس، ويشان ديننا لا أنفسنا، نحن لسنا مهمّين، المهمّ إلا
يلوّث ديننا.. فهؤلاء الذين يضعوننا تحت النظر وضعاً غاية في كمال الدقة وهم
أعداؤنا وأعداء الإسلام