responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجزرة بني قريظة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 86

ومن الروايات القريبة من هذا، والتي لا تسيء للملائكة فقط، بل تسيء لرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أيضا، تلك الرواية التي رواها ابن إسحق، والتي يقول فيها: (ومر رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بنفر من أصحابه بالصورين قبل أن يصل إلى بني قريظة، فقال: هل مر بكم أحد؟ قالوا: يا رسول الله، قد مر بنا دحية بن خليفة الكلبي، على بغلة بيضاء عليها رحالة، عليها قطيفة ديباج، فقال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: ذلك جبريل، بعث إلى بني قريظة يزلزل بهم حصونهم، ويقذف الرعب في قلوبهم)[1]

فهذه الرواية تضيف للرواية السابقة تصوير رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بالجهل، وأنه لم يكن يعلم ما يحصل حتى احتاج لاستفسار الحاضرين، مع أن النصوص الكثيرة تدل على عكس ذلك، وأنه كان يعلم أصحابه بما يفعلون أو ينوون فعله أو قوله، كما روي عن وابصة بن معبد أنه قال: جئت رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وأنا لا أريد أن أدع من البر والاثم شيئا الا سألته عنه، فأتيته، وهو في عصابة من المسلمين حوله، فجعلت أتخطاهم لأدنو منه، فانتهرني بعضهم، فقال: اليك يا وابصة عن رسول الله ـa؟ فقلت: إني أحب أن أدنو منه، فقال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: (دعوا وابصة، ادن مني وابصة)، فأدناني حتى كنت بين يديه، فقال: (أتسألني أم أخبرك؟) فقلت: لا، بل تخبرني، قال: (جئت تسأل عن البر والاثم؟) قلت: نعم، فجمع أنامله فجعل ينكت بهن في صدري وقال: (البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في نفسك، وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك) [2]

ومن الأمثلة الصريحة على ذلك ما حدث به أنس بن مالك قال: كنت جالسا مع رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم في مسجد الخيف، فأتاه رجل من الأنصار، ورجل من ثقيف فلما سلما، قالا: جئناك، يا رسول الله، لنسألك، قال: (إن شئتما أخبرتكما بما تسألاني عنه فعلت، وان شئتما أن


[1] سيرة ابن هشام، (2/ 234).

[2] رواه أحمد في المسند: 4/228.

نام کتاب : مجزرة بني قريظة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست