أسكت وتسألاني
فعلت)، قالا: لا، أخبرنا يا رسول الله، نزدد ايمانا أو نزدد يقينا، فقال الأنصاري
للثقفي: سل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال: بل أنت فسله،
فاني أعرف حقك، فسأله، فقال: أخبرنا يا رسول الله، قال: (جئت تسألني عن مخرجك من
بيتك تؤم البيت الحرام ومالك فيه، وعن طوافك بالبيت، ومالك فيه، وركعتيك بعد
الطواف، ومالك فيهما، وعن طوافك بالصفا والمروة، وعن وقوفك بعرفة، ومالك فيه، وعن
رميك الجمار ومالك فيه، وعن نحرك ومالك فيه، وعن حلاقك رأسك، ومالك فيه، وعن
طوافك، ومالك فيه)، فقال الرجل: والذي بعثك بالحق عن هذا جئت أسألك!.. إلى آخر
الحديث[1].
وغيرها من
النصوص الكثيرة التي نجدها في كتب العقائد ودلائل النبوة ونحوها، والتي تفيد
بمجموعها التواتر المعنوي الدال على أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كان ينبئ عن الغيب، الحاضر منه، والماضي، والمستقبل،
وأن ذلك الغيب جزء من الأدلة على نبوته a، فالله
تعالى لم يكن ليمكن شخصا مدعيا للنبوة من تلك المعارف الغيبية الكثيرة، وإلا كان
ذلك التمكين فتنة للناس وحجة لهم.
وقد أشار القرآن
الكريم إلى هذا، وأنه من الإمكانات التي مكن منها الأنبياء b، كما قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام مخاطبا
صاحبيه في السجن: ﴿ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا
نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا
عَلَّمَنِي رَبِّي﴾ [يوسف: 37]، وقال على لسان المسيح عليه السلام مخاطبا
بني إسرائيل:﴿وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران:
49]
هذه نماذج عن التشويهات التي شوهت بها
النبوة في روايات تلك المجزرة، وهي جميعا مردودة، لا يصح اعتمادها، ولا قبولها،
ذلك أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ـ بحسب الصورة التي يرسمها له القرآن الكريم، وترسمها له الأحاديث