نام کتاب : دلائل النبوة الخاصة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 198
الحرام والشبهات، فصادفوه والقوه وادعوه إلى دعوة، وقدموا إليه الحرام
والشبهة، فإن انبسط فيهما أو في أحدهما فأكله فأعلموا أنه غير من تظنون، وإنما
الحلية وافقت الحلية، والصورة ساوت الصورة، وإن لم يكن الأمر كذلك ولم يأكل منهما
فأعلموا أنه هو، فاحتالوا له في تطهير الأرض منه لتسلم لليهود دولتهم، فجاءوا إلى
أبي طالب فصادفوه ودعوه إلى دعوة لهم، فلما حضر رسول الله a قدموا إليه وإلى أبي
طالب والملأ من قريش دجاجة مسمنة كانوا قد وقذوها وشووها فجعل أبوطالب وسائر قريش
يأكلون منها، ورسول الله a يمد يده نحوها فيعدل بها يمنة، ثم يسرة، ثم أماما، ثم خلفا،
ثم فوقا، ثم تحتا لا تصيبها يده فقالوا: مالك يا محمد لا تأكل منها؟ فقال: يامعشر
اليهود قد جهدت أن أتناول منها، وهذه يدي يعدل بها عنها، وما أراها إلا حراما
يصونني ربي عز وجل عنها فقالوا: ما هي إلا حلال فدعنا نلقمك، فقال رسول الله a: فافعلوا إن قدرتم،
فذهبوا ليأخذوا منها ويطعموه فكانت أيديهم يعدل بها إلى الجهات كما كانت يد رسول
الله a تعدل عنها.. فجاءوه
بدجاجة أخرى مسمنة مشوية قد أخذوها لجار لهم غائب، لم يكونوا اشتروها، وعملوها على
أن يردوا عليه ثمنها إذا حضر، فتناول رسول الله a لقمة فلما ذهب يرفعها ثقلت عليه،
ونصلت حتى سقطت من يده، وكلما ذهب يرفع ما قد تناوله بعدها ثقلت وسقطت فقالوا: يا
محمد فما بال هذه لا تأكل منها؟ قال رسول الله a: وهذه أيضا قد منعت منها، وما
أراها إلا من شبهة يصونني ربي عز وجل عنها، قالوا: ما هي شبهة، فدعنا نلقمك منها
فقال: افعلوا إن قدرتم عليه، فكلما تناولوا لقمة ليلقموه ثقلت كذلك في أيديهم ثم سقطت،
ولم يقدروا أن يلقموها، فقال رسول الله a: هو ما قلت لكم: شبهة يصونني ربي عز وجل عنها، فتعجبت قريش
من ذلك، وكان ذلك مما يقيمهم على اعتقاد عداوته إلى أن أظهروها لما أن أظهره الله
عز وجل بالنبوة، وأغرتهم اليهود أيضا، فقالت لهم اليهود: أي
نام کتاب : دلائل النبوة الخاصة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 198