نام کتاب : دلائل النبوة الخاصة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 108
من أطراف رسول الله a، معهم رجل يقال له: دعثور بن
الحارث، فخرج رسول الله a
في أربعمائة وخمسين رجلا ومعهم أفراس فهزمت منه الأعراب فوق ذروة من الجبال، ونزل
رسول الله a ذا أمر فعسكر به، وأصابهم
مطر كثير، فذهب رسول الله a لحاجته، فأصابه ذلك المطر فبل ثوبه، وقد جعل وادي ذي أمر بينه وبين أصحابه،
ثم نزع ثيابه فنشرها لتجف، وألقاها على شجرة ثم اضطجع تحتها والأعراب ينظرون،
فقالت لدعثور وكان سيدها وأشجعها: قد أمكنك محمد، وقد انفرد من أصحابه، حيث إن غوث
بأصحابه لم يغث حتى تقتله، فاختار سيفا من سيوفهم صارما، ثم أقبل حتى قام على رسول
الله a بالسيف مشهورا فقال: يا
محمد، من يمنعك مني اليوم، فقال: (الله عز وجل)، ودفع جبريل في صدره فوقع السيف من
يده، فأخذه رسول الله a
وقام على رأسه، فقال: (من يمنعك مني؟) قال: لا أحد، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله،
وأن محمدا رسول الله، لا أكثر عليك جمعا أبدا، فأعطاه سيفه ثم أدبر، ثم أقبل بوجهه
فقال: والله، لأنت خير مني، فقال رسول الله a: (أنا أحق بذلك منك)، فأتى قومه فقالوا: أين ما كنت تقول،
والسيف في يدك، قال: قد كان والله ذلك، ولكن نظرت إلى رجل أبيض طويل فدفع في صدري،
فوقعت لظهري، وعرفت أنه ملك، وشهدت أن محمدا رسول الله، وجعل يدعو قومه إلى الإسلام، ونزلت هذه الآية:
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أيديهُمْ فَكَفَّ أيديهُمْ عَنْكُمْ
وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾
[المائدة: 11][1]
[الحديث: 285] عن أبي بكر قال: طلبنا القوم فلم
يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك على فرس له، فقلت: يا رسول الله هذا الطلب قد
لحقنا قال: (لا تحزن، إن الله معنا)، فلما كان بيننا وبينه قيد رمح أو ثلاثة دعا
عليه رسول الله a فقال: (اللهم، أكفناه بما
شئت)،