[الحديث: 276] عن أبي هريرة قال: قال أبو جهل: هل
يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى، لئن رأيته يفعل ذلك
لأطأن على رقبته، أو لأعفرن وجهه في التراب فأتى رسول الله a وهو يصلي ليطأ على رقبته، فما
فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بيديه، فقيل له: ما لك؟ فقال: إن بيني
وبينه خندقا من نار، وهولا وأجنحة، فقال رسول الله a: (لو دنا لاختطفته الملائكة عضوا
عضوا)، فأنزل الله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ
رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾ [العلق: 6، 7] إلى آخر السورة[2].
[الحديث: 277] عن العباس قال: كنت يوما جالسا في
المسجد، فأقبل أبو جهل، فقال: إن لله علي إن رأيت محمدا ساجدا أن أطأ على رقبته،
فخرجت على رسول الله a
حتى دخلت عليه، فأخبرته بقول أبي جهل، فخرج غضبانا حتى أتى المسجد فعجل قبل أن
يدخل من الباب، فاقتحم الحائط فقلت: هذا يوم شر فاتزرت واتبعته[3].
[الحديث: 278] عن ابن عباس قال: قال أبو جهل: يا
معشر قريش، إن محمدا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه
أحلامنا، وسب آلهتنا، وإني لأعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر فإذا سجد في صلاته فضحت
به رأسه، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم، فلما أصبح أبو جهل أخذ حجرا
وقام رسول الله a يصلي، وقد غدت قريش فجلسوا
في أنديتهم ينظرون، فلما سجد رسول الله a احتمل أبو جهل الحجر، ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه ثم رجع،
منتقعا لونه، قد يبست يداه على حجره، حتى قذف