نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 57
اللحظة في الشارع تحت
نافذتي، منادية بسقوط شخصية عربية أعلنت اليوم استقالتها من الحكم بعد الهزيمة
النكراء، بينما لم أر همة هذا الشباب تتحرك قبل أسبوع لينادي بسقوط (موشي دايان).. إن هذا الظرف يكشف
عن ظاهرة الفرار من الواجب بالتظاهر والمظاهرات، تلك الظاهرة التي لم تكن بعد
نتائجها واضحة في الميدان السياسي ولكنها أصبحت في منتهى الوضوح في الحقل النفسي)[1]
ويذكر مالك بن نبي أن الشيخ العربي التبسي، وهو من شيوخ الجمعية،
كان يدافع عن ابن جلول باعتباره زعيماً سياسياً لا بد منه (وكان الرجل (بن جلول) يقوم علانية بدور من
ينقض الغزل كلما غزله الشعب منذ ربع قرن)[2]
والخلاصة التي يصل إليها مالك هي أن العلماء وهم
الأمناء على مصلحة الشعب سلموا الأمانة لغيرهم، سلموها لمن يضعها تحت قدميه لتكون
سلماً يصعد عليه للمناصب السياسية، سلموها للجناح القومي البرجوازي (فرحات عباس وأمثاله) الذي تقبلها منهم بكل سرور!
ويعتقد مالك أن العلماء
لم يكن في استطاعتهم مواجهة هذا التيار لأنهم لا يشعرون به[3] (ولأنهم لم يكونوا على جانب من الخبرة بوسائل الاستعمار في
مجال الصراع الفكري حتى يفطنوا إلى هذا الانحراف، وربما كان هذا سبب فتور علاقاتي
بهم خاصة مع الشيخ العربي التبسي)[4]
[2] مذكرات (386)، وانظر: د.
محمد العبدة، مالك بن نبي وجمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين، مقال بموقع ابن باديس على هذا الرابط: (http://www.binbadis.net)