نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 58
ويرى مالك أن الحركة
الإصلاحية كان عليها أن تتعالى على أوحال السياسة والمطامع الانتخابية وأن من
أسباب انجرارهم لهذه الأحوال هو شعورهم بمركب النقص إزاء قادة السياسة[1].
وقد صدقت فراسة مالك بن
نبي في ابن جلول، فقد كتب
بعدئذ الشيخ الإبراهيمي يقول: (ولكن الرجل – ابن جلول- تملّكه
الغرور، وتكشف عن خِلال كلها غميزة في وطنيّة السياسيّ، وكان أقوى الأسباب في
سقوطه اصطدامه بجمعية العلماء، وهي التي كونته وأذاعت اسمه، وعبّدت له الطريق إلى
النيابات، فأرادت الجمعية أن تستصلحه فلم ينصلح، فنبذت إليه على سواء)[2]
وما ذكره مالك بن نبي حول انزلاق الجزائر إلى
أوحال التهريج السياسي عاد الإبراهيمي عام 1954 ليقر به
وينتقده، يقول في ذلك: (وكأن الحكومة الاستعمارية التي تدرس نفسية الشعوب عرفت
مواطن الضعف في النفسيّة الجزائرية، فرأت أن الانتخابات هي الفتنة الكبرى للزعماء
وأتباعهم، فنَصَبَتها صنماً يصطرعون حوله، والغالب على الشعوب البدائيّة في
السياسة أن تكون على بقيّة من وثنيّة، أصنامها الشخصيات، فيكون إحساسها تبعاً
لإحساسهم ولو إلى الضياع والشر، وهذه هي الحالة السائدة في شرقنا)[3]
ونرى أن ما حدث للجمعية
وما ذكره مالك بن نبي من آثار هو نفس ما تقع
فيه حركات الإسلام السياسي حين تنصرف عن مهمتها الأساسية في تشكيل الأمة وتحصينها
إلى ما