نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 46
جمعية الأمة الجزائرية
المسلمة، وما أنا فيها إلا واحد، أتصرف باسم الأمة كلها. ومحال أن أتصرف تصرفًا أو
أقف موقفًا يكون فيه قتل الجمعية على يدي. أقول هذا، وحسبي الله ونعم الوكيل)[1]
ونحن لا ننكر هذه الرواية، ولكنا في نفس الوقت نرى أن
الاستعمار الذي أباد ملايين الجزائريين، واستطاع بحيله ومكره أن يغتال من يشاء
وكيف يشاء لم يكن محتاجا إلى أي إغراء ليحقق مقاصده ما دامت لديه تلك الأسلحة التي
أباد بها الملايين.
بالإضافة إلى هذا، فإن جمعية العلماء كانت بحاجة إلى
رجال أقوياء لتولي تلك المناصب الرفيعة، وكان يمكن حينها من باب الحنكة والسياسة
أن يقبل بها ابن باديس، ثم يفوض رئاسة الجمعية لأي عضو من أعضاء
الجمعية المقتدرين وما أكثرهم، وبالتالي تكسب الجمعية طابعا رسميا بالإضافة إلى
طابعها الحر.
لكن مع ذلك، فإن الرواية التي ذكرها فضلاء ترسم صورة لشخصية
ابن باديس القوية، والتي استطاعت أن تجعل من
الجمعية في فترة رئاسته لها جمعية لها سمعتها في الجزائر جميعا، بل وصلت سمعتها
إلى غيرها من البلاد العربية.
بالإضافة إلى هذه الصورة
الممتلئة بالقوة نجد صورة أخرى ممتلئة بالتسامح وضحها في خطبة له قالها بعد
انتخابه رئيسا للجمعية، ومما جاء فيها: (إخواني، كنت أعد نفسي ملكاً للجزائر أما
اليوم فقد زدتم في عنقي ملكية أخرى، فاللهَ أسأل أن يقدرني على القيام بالحق الواجب..
إخواني إنني أراكم في علمكم واستقامة تفكيركم لم تنتخبوني لشخصي، وإنما أردتم أن
تشيروا بانتخابي إلى وصفين عرف بهما أخوكم الضعيف هذا : الأول إنني قَصَرْتُ وقتي
على التعليم فلا شغل لي سواه فأردتم أن ترمزوا إلى تكريم التعليم إظهاراً لمقصد من
[1] محمد الطاهر
فضلاء : دعائم النهضة الوطنية الجزائرية، ص 102-104.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 46