نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 306
يخشون غضب الحكومة
عليهم إن هم وقفوا مع جمعية العلماء، وقالوا كما تقول جمعية العلماء : إننا على
دين آبائنا وأجدادنا الذين دفنوا في هذه الأرض الجزائرية الطاهرة منذ ألف وثلاث
مائة سنة عربا. وتركونا بعدهم ذرية عربا، فكيف تحاول فرنسا قطع بنا سلاسل أنسابنا
وتحويلنا من بعدهم إلى فرنسيين لاتينيين.
أما الآفة الثانية – التي يراها
الشيخ العربي- فهي (الحزبية وحب الرئاسة، فإن الرئاسة والحزبية لا تبنى على
الإسلام وأنظمته وتشكيلاته، ولا على جماعة المسلمين.. فلا عجب أن يكون أصحاب
الرئاسة من خصوم جمعية العلماء الممثلة لجماعة المسلمين من الجزائر العربية
المسلمة)[1]
وكلا الآفتين لا تنهضان
أمام حقيقة الواقع الذي مارسته الجمعية:
أما الآفة الأولى،
فالكل يعلم – كما ذكرنا سابقا- بأن الجميع استعمل الهدنة مع الاستعمار، لأنه لولا
استعمال الهدنة لما انتشر لا للجمعية ولا للطرق الصوفية في ذلك الواقع القمعي.
وأما الآفة الثانية،
فهي غيب من الغيب، فالإخلاص والتبرؤ من حب الرئاسة لا يعلمه إلا الله، بالإضافة
إلى هذا، فإن القوانين والديمقراطية لم نرها تطبق يوما واحدا في الجمعية للأسف،
فلم يحدث أن حصلت انتخابات حرة ونزيهة ليغير على أساسها الرؤساء، بل إن الشيخ
البشير الإبراهيمي عندما ذهب
إلى المشرق ليستقر فيه أخذ الرئاسة معه، ولم يسمح لأحد بأن يخلفه مما هيأ لانحلال
الجمعية بعد ذلك وصراعها على السلطة.
لكن الشيخ العربي بنى
على ما ذكره من الآفتين حكما قاسيا لم يوجهه للعوام، وإنما وجهه للخواص من العلماء
الذين لم يدخلوا الجمعية، أو لم يقتنعوا بمنهجها، قال فيه: