نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 216
يذكر –( أمًّا ولودًا تلد البر
والفاجر. ثم تمادى بها الزمن فأصبحت قلعة محصنة تؤوي كل فاسق وكل زنديق وكل ممخرق
وكل داعر وكل ساحر وكل لص وكل أفاك أثيم.. فكل راقص صوفي، وكل ضارب بالطبل صوفي،
وكل عابث بأحكام الله صوفي، وكل ماجن خليع صوفي، وكل مسلوب العقل صوفي، وكل آكل
للدنيا بالدين صوفي، وكل ملحد في آيات الله صوفي، وهلم سحبًا)[1]
بعد هذا الموقف المتشدد
من التصوف سلفه وخلفه سنيه وبدعيه تساءل مستنكرا: (أفيجمل بجنود الإصلاح أن يدعوا
هذه القلعة تحمي الضلال وتؤويه أم يجب عليهم أن يحملوا عليها حملة. صادقة شعارهم
(لا صوفية في الإسلام) حتى يدكوها دكًا وينسفوها نسفًا ويذروها خاوية على عروشها؟)[2]
هذا هو الشعار الذي دعا إليه الإبراهيمي (لا صوفية في الإسلام)، ولم أجد مع
اهتمامي بالتصوف من دعا بهذه الدعوة من المتقدمين أو المتأخرين غيره، ما عدا
السلفية الحديثة، والتي أعجبت بموقفه هذا أيما إعجاب، ولهذا نرى هذا العنوان
منتشرا في النوادي والمواقع، وكأنه آية قرآنية أو حديث نبوي.
والإبراهيمي – للأسف – يشبه رجال الصوفية
ومشايخهم باليهود والنصاري من أصحاب الصوامع والأديرة، ولكنه لا يحفظ لهم الحرمة
التي تحفظ لهؤلاء، ويعلل ذلك بأن (احترام الصوامع والأديرة- لأن فيها قومًا فحصوا
أرؤسهم وحبسوا نفوسهم- مشروط بما إذا لم تكن مأوى للمقاتلة، وإلا زال احترامها)[3]
ثم يختم هذه الجولة
القاسية بإخباره أن محركه في هذا ليس إلا الغيرة للدين والإخلاص