نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 215
عصماء في هجو الطرق، يمكن مقارنتها بخطب الحجاج وابن
زياد في فصاحتها وفي شدتها، ولكن لا يمكن مقارنتها بأي مقال علمي.
وأمر التشدد يبلغ
بالإبراهيمي غايته القصوى حين لا يكتفي بإنكار الطرق، بل ينكر التصوف أيضا، وهو ما
لم يتجرأ كبار السلفيين على إنكاره، فهو يقول: (ثم ما هذا التصوف الذي لا عهد
للإسلام الفطري النقيّ به؟ إننا لا نقره مظهرًا من مظاهر الدين أو مرتبة عليا من
مراتبه، ولا نعترف من أسماء هذه المراتب إلّا بما في القاموس الديني: النبوة
والصديقية والصحبة والاتباع ثم التقوى التي يتفاضل بها المؤمنون، ثم الولاية التي
هي أثر التقوى، وإن كنا نقره فلسفة روحانية جاءتنا من غير طريق الدين ونرغمها على
الخضوع للتحليل الديني)[1]
بل إنه يضيق ذرعا حتى
بلفظة التصوف، مع أنه لا مشاحة في الاصطلاح، يقول في ذلك: (هل ضاقت بنا الألفاظ
الدينية ذات المفهوم الواضح والدقة العجيبة في تحديد المعاني حتى نستعير من جرامقة
اليونان أو جرامقة الفرس هذه اللفظة المبهمة الغامضة التي يتسع معناها لكل خير
ولكل شر؟)[2]
بل إنه يقسم لو أن الأمر
كان بيده لحرم هذه الكلمة، يقول في ذلك: (ويمينًا، لو كان للمسلمين يوم اتسعت
الفتوحات، وتكونت (المعامل) الفكرية ببغداد ديوان تفتيش في العواصم ودروب الروم
ومنافذ العراق العجمي، لكانت هذه الكلمة من (المواد الأولية) المحرمة الدخول)[3]
ثم بين أن التصوف لم يضم
في أحضانه إلا المنحرفين، فقد أصبحت هذه الكلمة – كما