نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 138
قلوبهم فلا تنفع فيها
الذكرى, وجعل في آذانهم وقرا فهم لا يسمعون قد كرهوا هذا الخطاب وقالوا: لا تسمعوا
له والغوا فيه لعلكم تغلبون, فهاجوا وماجوا, وأكثروا من اللغط والضوضاء, وكانوا
مأجورين على أن يحدثوا في هذا اليوم الفتنة والشغب والفوضى) [1]
ويذكر الزاهري كيف بدأ الشيخ ابن
عليوة حديثه - متهكما به -
بقوله: (وانتصب (الجاهل الأمي) كزعيم لهؤلاء المشاغبين وجعل (يروث من فمه) ويسيء
الأدب بحق هذا الاجتماع الحافل بالعلماء والأعيان, وكان الأستاذ باديس يخاطبه قائلا: (يا سيدي
فلان) بكل هذا اللطف والأدب, ولكنه هو كان يقول للرئيس: (يا ابن باديس (أي بضم نون ابن) فكان
العلماء يضحكون من جهل هذا المخلوق, ويعجبون من وقاحته وقلة حيائه, وكان كل واحد
إذا أراد أن يتكلم رفع يده وطلب من الرئيس أن يأذن له بالكلام إلا هذا المخلوق
فإنه كان يتكلم بلا استأذن ونصب نفسه للرد على كل أحد وللجواب عن كل كلام, وكان
يقول الكلمات الجارحة حتى اضطره الرئيس مرارا عديدة إلى أن يسحب كلامه وأن يبادر
بالاعتذار, وذات مرة أراد أن يكون نظاميا متأدبا لا يخرق سياج الأدب والنظام، فرفع
يده وقال للرئيس: (أطلِيب الكلام) (بضم الهمزة وكسر اللام الممدودة) فلج الحاضرون
في الضحك وقضوا من العجب)[2]
بهذا الأسلوب التهكمي الساخر ذكر الزاهري أخطر حدث حصل في تاريخ الجمعية، وهو يشير
إلى ما كان يغلب على أعضاء الجمعية من تقديم أصحاب اللسان والفصاحة والبلاغة
باعتبارهم وحدهم العلماء، أما من كان ضعيفا في هذه النواحي، فهو عندهم جاهل أمي
يستحق أن يضحك عليه ويسخر منه.
ونرى بوضوح - أيضا- كيف أنه ذكر سوء أدب الطرقيين
ومشاغبتهم، مع عدم ذكره ما
[1] الأستاذ
الزاهري، يوم 23 ماي 1932، جريدة الشريعة النبوية، السنة الأولى، ص6.
[2] الأستاذ
الزاهري، يوم 23 ماي 1932، جريدة الشريعة النبوية، السنة الأولى، ص6.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 138