نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 8
والتي
تصور أن الرحمة تقضي على العدالة، بل تقضي على كل القيم التي جاءت النصوص المقدسة
لتقريرها، وتثبيتها، وتربية المؤمن عليها.
ومن الأمثلة على ذلك ما ورد في هذا المشهد
القرآني من مشاهد القيامة، والذي عبر عنه قوله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا
كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ
يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)
قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ
(44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ
الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ
الشَّافِعِينَ (48)﴾ [المدثر: 38 - 48]
فالآيات الكريمة أخبرت أن الذين لا يصلون..
أي ليس لهم تواصل روحي بالله.. والذين لا يطعمون المسكين.. أي ليس لهم أي تواصل
ورحمة بالمجتمع.. هؤلاء وغيرهم لا تنفعهم شفاعة الشافعين حتى لو تقدموا للشفاعة
لهم.
وهكذا نرى القرآن الكريم يحذرنا من ذلك
اليوم الخطير الذي لا تنفع فيه أمثال تلك الشفاعات التي تذكرها تلك الروايات، كما
قال تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً
وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾ (البقرة:
48)، وقال: ﴿مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾
(غافر: 18)
وهكذا نجد القرآن الكريم يصرح بغضب الله
ولعنته وعقابه الشديد على ذنوب كثيرة نراها هينة سهلة عند أولئك الذين ضربوا
القرآن بالحديث.. وضربوا الدين وقيمه بما شرعوه لأنفسهم من شرائع الهوى.