نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 7
مقدمه
يحاول
هذا الكتاب جمع ما ورد من الأحاديث الموافقة للقرآن الكريم حول الإيمان بالمعاد،
وهو من الأركان الأساسية الكبرى للدين، والذي لا يرتبط بالحقائق العقدية فقط،
وإنما له تأثيره الكبير في السلوك والتربية.
وقد رأينا من خلال ما ورد في القرآن
الكريم من الآيات المرتبطة بالمعاد، أنها تحوي ـ بسبب مزجها بين المعارف العقدية
والقيم السلوكية ـ قيمتين كبيرتين اعتبرنا كل واحدة منهما ضابطا من الضوابط الكبرى
للأحاديث المقبولة:
أولاهما:
أن المعاد مرتبط بالدرجة الأولى بالعدالة الإلهية، ولذلك ينتصر الله تعالى فيه
للمظلومين على الظالمين، وينال كل عامل جزاء عمله، حسنا كان أو قبيحا، ولهذا وُضعت
الموازين والصراط، وفُرق بين جزاء المؤمنين وغيرهم، بل على أساس ذلك كانت الجنة درجات
تتفاوت بحسب أعمال الصالحين، والنار دركات تتفاوت بحسب جرائم المنحرفين.
ولهذه القيمة دور كبير في الترهيب من عذاب
الله الذي ينزل بالمنحرفين والمحرفين، ولهذا فقد جعلنا من الضوابط الأساسية
للأحاديث التي نرى قبولها عدم تعارضها مع تلك الزواجر التي وردت في القرآن الكريم،
والتي تحذر من التقصير والتفريط في العمل الصالح، وتساوي بين الأمم جميعا في ذلك،
كما قال تعالى: ﴿لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ
الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ
وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا﴾ [النساء:123]
وهكذا الآيات القرآنية الكثيرة التي تبين
أن العدالة والرحمة الإلهية متناسقتان متكاملتان، لا يعارض أحدهما الآخر، على خلاف
ما توهم به تلك الأحاديث المردودة،
نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 7