نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 40
واخيتهم
فخذلوني، وأشكو إليكم دارا أنفقت فيها حريبتي فصار سكانها غيري، فارفقوا بي ولا
تستعجلوا)، فقال ضمرة، وهو رجل من الحاضرين، مستهزئا: يا أبا الحسن إن كان هذا
يتكلم بهذا الكلام يوشك أن يثب على أعناق الذين يحملونه، فقال الإمام السجاد: (اللهم
إن كان ضمرة هزأ من حديث رسولك فخذه أخذ أسف)، فمكث أربعين يوما ثم مات، فحضره
مولى له، فلما دفن أتى الإمام السجاد فجلس إليه فقال له: من أين جئت يا فلان؟ قال:
من جنازة ضمرة، فوضعت وجهي عليه حين سوي عليه فسمعت صوته والله أعرفه كما كنت
أعرفه وهو حي وهو يقول: (ويلك يا ضمرة بن معبد اليوم خذلك كل خليل وصار مصيرك إلى
الجحيم فيها مسكنك ومبيتك والمقيل)، فقال الإمام السجاد: (أسأل الله العافية، هذا
جزاء من يهزأ من حديث رسول الله a) [1]
[الحديث: 87] قال رسول الله a: (إذا حمل عدو الله إلى قبره نادى حملته: ألا تسمعون يا إخوتاه، إني
أشكوا إليكم ما وقع فيه أخوكم الشقي، إن عدو الله خدعني فأوردني ثم لم يصدرني،
وأقسم لي إنه ناصح لي فغشني، وأشكو إليكم دنيا غرتني حتى إذا اطمأننت إليها
صرعتني، وأشكو إليكم أخلاء الهوى منوني، ثم تبرؤوا مني وخذلوني، وأشكو إليكم
أولادا حميت عنهم وآثرتهم على نفسي فأكلوا مالي وأسلموني، وأشكو إليكم مالا منعت
فيه حق الله فكان وباله علي وكان نفعه لغيري، وأشكو إليكم دارا أنفقت عليها حريبتي
وصار سكانها غيري وأشكو إليكم طول الثوى في قبري ينادي: أنا بيت الدود، أنا بيت
الظلمة والوحشة والضيق، يا إخوتاه فاحبسوني ما استطعتم، واحذروا مثل ما لقيت، فإني
قد بشرت بالنار والذل والصغار وغضب العزيز الجبار، واحسرتاه على ما فرطت في