responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 39

مَلَك الموت يَرِدُ على المؤمن وهو في شدة علّة، وعظيم ضيق صدره بما يخلف من أمواله، ولما هو عليه من اضطراب أحواله في معامليه وعياله، وقد بقيت في نفسه مرارتها وحسراتها، واقتطع دون أمانيّه فلم ينلها، فيقول له ملك الموت: مالك تجرع غصصك؟.. قال: لاضطراب أحوالي واقتطاعك لي دون آمالي، فيقول له ملك الموت: وهل يحزن عاقل من فقد درهم زائف واعتياض ألف ألف ضعف الدنيا؟.. فيقول: لا، فيقول ملك الموت: فانظر فوقك، فينظر فيرى درجات الجنة وقصورها التي تقصر دونها الأماني، فيقول ملك الموت: تلك منازلك ونعمك وأموالك وأهلك وعيالك، ومن كان من أهلك ههنا وذريّتك صالحاً فهم هناك معك، أفترضى به بدلا مما هناك؟.. فيقول: بلى والله.. ثم يقول: انظر، فينظر فيرى محمداً وعلياً والطيبين في أعلى علّيين، فيقول: أَوَ تراهم؟.. هؤلاء ساداتك وأئمتك، هم هناك جلاّسك وآناسك، أفما ترضى بهم بدلا ممن تفارق ههنا؟..فيقول: بلى وربي، فذلك ما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [الأحقاف: 13]، فما أمامكم من الأهوال كُفيتموها، ولا تحزنوا على ما تخلفونه من الذراري والعيال، فهذا الذي شاهدتموه في الجنان بدلا منهم، وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، هذه منازلكم وهؤلاء ساداتكم آناسكم وجلاّسكم)[1]

[الحديث: 86] قال الإمام السجاد: (ما ندري كيف نصنع بالناس؟ إن حدثناهم بما سمعنا من رسول الله a ضحكوا، وإن سكتنا لم يسعنا)، فقيل له: حدثنا، فقال: (هل تدرون ما يقول عدو الله إذا حمل على سريره؟).. قيل: لا.. قال: (فإنه يقول لحملته: ألا تسمعون؟ إني أشكو إليكم عدو الله خدعني وأوردني ثم لم يصدرني، وأشكو إليكم إخوانا


[1] بحار الأنوار: 6/177، وتفسير الإمام العسكري.

نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست