نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 23
[الحديث: 37] قال الإمام علي: (ما
أنزل الموت حق منزلته من عدّ غداً من أجله)[1]
[الحديث: 38] قال الإمام علي: (ياعباد
الله إن الموت ليس منه فوت، فاحذروه قبل وقوعه، وأعدّوا له عدته، فانكم طُرّد
الموت، إن أقمتم له أخذكم، وإن فررتم منه أدرككم، وهو ألزم لكم من ظلكم، والموت
معقود بنواصيكم، والدنيا تطوى خلفكم، فاكثروا ذكر الموت عندما تنازعكم اليه أنفسكم
من الشهوات، وكفى بالموت واعظاً، وكان رسول الله a كثيراً ما يوصي أصحابه
بذكر الموت، فيقول: أكثروا ذكر الموت، فانه هادم اللذات، حائل بينكم وبين الشهوات)[2]
[الحديث: 39] قال الإمام علي: (يا
عباد الله، ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشدّ من الموت القبر، فاحذروا ضيقه وضنكه
وغربته، إنّ القبر يقول كلّ يوم: أنا بيت الغربة، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود
والهوام.. والقبر روضة من رياض الجنّة، أو حفرة من حفر النار، إنّ العبد المؤمن
إذا دفن قالت له الأرض: مرحباً وأهلا، قد كنت ممّن أحبّ أن تمشي علي ظهري، فإذا
وليتك فستعلم كيف صنعي بك، فيتّسع له مدّ البصر، وإنّ الكافر إذا دفن قالت له
الأرض: لا مرحباً بك ولا أهلا، لقد كن من أبغض من يمشي على ظهري، فإذا وليتك
فستعلم كيف صنيعي بك، فتضمه حتى تلتفي أضلاعه. وإنّ المعيشة الضنك الّتي حذّر الله
منها عدوَّهُ عذاب القبر، إنّه يسلّط على الكافر في قبره تسعة وتسعين تنّيناً،
فينهشن لحمه ويكسره عظمه، يترددن عليه كذلك إلى يوم البعث، لو أن تنّيناً منها نفخ
في الأرض لم تثبت زرعاً.. يا عباد الله، إنّ أنفسكم الضعيفة، واجسادكم الناعمة
الرقيقة الّتي يكفيها
[1] أمالي الصدوق المجلس 23/96، بحار
الأنوار، 6/130.