نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 190
يوم
القيامة، فإذا كانت صيحة القيامة اشتعل قبره نارا؛ فيقول: لي الويل إذا اشتعل قبري
نارا، فينادي مناد: ألا الويل قد دنا منك والهوان، قم من نيران القبر إلى نيران لا
تطفأ، فيخرج من قبره مسودا وجهه مزرقة عيناه، قد طال خرطومه، وكسف باله، منكسا
رأسه، يسارق النظر، فيأتيه عمله الخبيث فيقول: والله ماعلمتك إلا كنت عن طاعة الله
مبطئا، وإلى معصيته مسرعا، قد كنت تركبني في الدنيا فأنا اريد أن أركبك اليوم كما
كنت تركبني وأقودك إلى النار، ثم يستوي على منكبيه فيركل قفاه حتى ينتهي إلى عجزة
جهنم، فإذا نظر إلى الملائكة قدا ستعدواله بالسلاسل والاغلال قد عضوا على شفاههم
من الغيظ والغضب فيقول: ﴿يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ﴾
[الحاقة: 25]، وينادي الجليل: جيئوا به إلى النار، فصارت الارض تحته نارا، والشمس
فوقه نارا، وجاءت نار فأحدقت بعنقه، فنادى وبكى طويلا يقول: واعقباه؛ فتكلمه النار
فتقول: أبعدالله عقبيك مما أعقبتا في طاعة الله، ثم تجئ صحيفته تطير من خلف ظهره
فتقع في شماله، ثم يأتيه ملك فيثقب فيقلب صدره إلى ظهره، ثم يفتل شماله إلى خلف
ظهره، ثم يقال له: اقرأ كتابك، فيقول: أيها الملك كيف أقرأ وجهنم أمامي؟ فيقول
الله دق عنقه، واكسر صلبه، وشدنا صيته إلى قدميه، ثم يقول: ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ
﴾ [الحاقة: 30]؛ فيبتدره لتعظيم قول الله سبعون ألف ملك غلاظ شداد، فمنهم
من ينتف لحيته، ومنهم من يحطم عظامه، فيقول: أما ترحموني؟ فيقولون: ياشقي كيف
نرحمك ولايرحمك أرحم الرحمين؟! أفيؤذيك هذا؟ فيقول: نعم أشد الاذى، فيقولون يا شقي
وكيف لو قد طر حناك في النار؟ فيدفعه الملك في صدره دفعة فيهوي سبعين ألف عام.. ﴿يَقُولُونَ
يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا﴾ [الأحزاب: 66]، فيقرن
معه حجر عن يمينه وشيطان عن يساره، حجر كبريت من نار يشتعل في وجهه، ويخلق الله له
سبعين جلدا غلظه أربعون ذراعا بذارع الملك الذي يعذبه، بين الجلد إلى
نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 190