نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 10
ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم
هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما
عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)[1]
فعدالة الله المطلقة تقتضي أن لا يضيع أي حق من الحقوق مهما
كان، ولذلك قال رسول الله a: (من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها،
فإنه ليس ثمَّ دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له
حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه)[2]
بل إن النصوص أخبرت بعدالة الله الشاملة
للحيوانات حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء [3]، وفي الحديث القدسي عن الجنة، يقول اللّه تعالى:(وعزتي وجلالي لا
يجاوزني اليوم ظلم ظالم)[4]، وهو ما
ينص عليه قوله تعالى:﴿ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً﴾
(طـه: 111)
هذه هي الأحاديث التي تتوافق مع القرآن،
ومع العقول، ومع الفطرة ومع قيم العدالة الإلهية التي تزن مثاقيل الذر.. وهي التي
لا يصح أن يروى غيرها معها، لأن مثل ذلك مثل تلك المرأة التي ذكرها القرآن الكريم،
فقال: ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ
أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ
أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ