نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 51
ثم فسر سر وجود الآية عند الحديث عن أزواج رسول الله a بقوله: (والكلام لخطاب أزواج
النبي a تمّ عنـد قـوله: ﴿وَأَقِمْنَ
الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ...﴾، وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾
استئناف تشريفاً لأهل البيت وترفيعاً لمقدارهم، ألا ترى أنه جاء على خطاب المذكر
فقال: ﴿عَنْكُمُ﴾ ولم يقل (عنكن)، فلا حجة لأحد في إدخال الأزواج في
هذه الآية، ويدل عليه ما روي أن رسول الله a كان إذا أصبح أتى باب فاطمة فقال: السلام عليكم أهل البيت ﴿إِنَّمَا
يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيراً﴾)[1]
وقال العلامة حسن بن علي السقاف الشافعي: (وأهل البيت هم سيدنا علي
والسيدة فاطمة، وسيدنا الحسن، وسيدنا الحسين، وذريتهم من بعدهم ومن تناسل منهم
للحديث الصحيح الذي نص النبي a
فيه على ذلك، ففي الحديث الصحيح: نزلت هذه الآية على النبي a: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ
أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ في بيت أم سلمة فدعا النبي a فاطمة وحسناً وحسيناً فجللهم بكساء
وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا، قالت أم سلمة: وأنا معهم يا نبي الله؟ قال: أنت مكانك، وأنت إلى خير)[2]
وقال ـ ردا على الألباني في تخصيصه أهل البيت بأزواج رسول الله a: (وهذا من تلبيساته وتمحله في
رد السنة الثابتة في تفسيره لأهل البيت، وهو بهذا أراد أن يلبس على القارئ بأن من
قال أنّ أهل البيت هم أهل الكساء أنهم الشيعة، والحق أن من قال ذلك