نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 350
وكانت هذه أخت أختها، ومحلّها منّي
مثل محلّها، وأخذها منّي ما جعل الله لي
مثل أخذها، واجتمع إليّ نفر من أصحاب محمد a ممن مضى (رحمه الله) وممن بقي أخرّه الله ممّن اجتمع، فقالوا لي فيها
مثل الذي قالوا لي في أختها، فلم يعد قولي الثاني قولي الأول، صبرا واحتسابا،
ويقينا وإشفاقا من أن تفنى عصبة تألّفها رسول الله a باللين مرّة وبالشدّة أخرى، وبالبذل مرّة وبالسيف
أخرى، حتّى لقد كان من تألفه لهم: أن كان الناس في السكن والقرار، والشبع والرّي،
واللّباس والوطاء والدّثار، ونحن أهل بيت محمّد a لا سقوف لبيوتنا، ولا أبواب ولا
سور، إلّا الجرائد وما أشبهها، ولا وطاء لنا ولا دثار علينا، تداولنا الثوب الواحد
في الصلاة أكثرنا، ونطوي الأيّام واللّيالي جوعا عامّتنا، فرّبما أتانا الشيء مما
أفاءه الله وصيّره لنا خاصّة دون غيرنا، ونحن على ما وصفت من حالنا،
فيؤثر به رسول الله a أرباب النعم والأموال، تألفا منه لهم، واستكانة منه لهم، فكنت أحقّ من
لم يفرّق هذه العصبة التي ألّفها رسول الله a ولم يحملها على الخطّة التي لا
خلاص لها منها، دون بلوغها أو فناء آجالها؛ لأني لو نصبت نفسي فدعوتهم إلى نصرتي،
كانوا منّي وفي أمري على إحدى منزلتين: إمّا متبع مقاتل أو مقتول إن لم يتبع الجميع، وإمّا خاذل
يكفر بخذلانه إن قصّر عن نصرتي أو أمسك عن طاعتي، وقد علم أنّي منه a بمنزلة هارون من موسى، يحلّ به في
مخالفتي والإمساك عن نصرتي، ما أحلّ قوم موسى بأنفسهم في مخالفتهم هارون وترك
طاعته، ورأيت تجرّع الغصص، وردّ أنفاس الصعداء، ولزوم الصبر، حتّى يفتح الله أو يقضي بما أحب، أزيد لي
في حظّي من الله، وأرفق بالعصابة التي وصفت أمرهم، وكان أمر الله قدرا مقدورا، ولو لم أتّق
هذه الحال ثمّ طلبت حقّي لكنت أولى ممن طلبه، لعلم من مضى من أصحاب محمّد a ومن بحضرتك منهم، أنّي كنت أكثر
عددا، وأعزّ عشيرة، وأمنع رجالا، وأطوع أمرا، وأوضح حجّة، وأكثر في هذا مناقب
وآثارا بسوابقي وقرابتي ووراثتي، فضلا
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 350