نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 351
عن استحقاقي في ذلك بالوصيّة التي
لا مخرج للعباد منها، والبيعة المتقدّمة في أعناقهم ممن تناولها، ولقد قبض a وإنّ ولاية الأمّة في يده وفي بيته،
لا في أيدي الذين تناولوها ولا في بيوتهم، ولأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا،
أولى بالأمر من بعده من غيرهم في جميع الخصال)، ثم التفت إلى أصحابه فقال: أليس
كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين.
[الحديث: 746] قال الإمام علي: (أما
الرابعة، فإنّ القائم بعد صاحبه كان يشاورني في موارد الأمور، ويصدرها عن أمري،
ويناظرني في غوامضها، فيمضيها على رأيي، لا أعلم أحدا ـ ولا يعلم أصحابي ـ يناظره
في ذلك غيري، ولا يطمع في الأمر بعده سواي، فلمّا أتته منيّته على فجأة بلا مرض
كان قبله، ولا أمر كان أمضاه في صحة من بدنه، لم أشك أنّي قد استرجعت حقّي في
عافية بالمنزلة التي كنت أطلبها، والعاقبة التي كنت ألتمسها، وأن الله سيأتي بذلك على أحسن ما
رجوت، وأفضل ما أمّلت، وكان من فعله أن ختم أمره بأن سمّى قوما أنا سادسهم، ولم
يساوني بواحد منهم، ولا ذكر منّي حالا في وراثة الرسول a، ولا قرابة ولا صهر ولا نسب، ولا
كان لواحد منهم مثل سابقة من سوابقي، ولا أثر من آثاري، وصيّرها شورى بيننا، وصيّر
ابنه فيها حاكما علينا، وأمره أن يضرب أعناق النفر الستّة الذين صيّر الأمر فيهم إن لم ينفذوا
أمره، وكفى بالصبر على هذا صبرا، فمكث القوم أيّامهم كلّها، كلّ يخطبها لنفسه وأنا ممسك، فإذا
سألوني عن أمري فناظرتهم في أيّامي وأيّامهم، وآثاري وآثارهم، وأوضحت لهم ما جهلوه
من وجوه استحقاقي لها دونهم، وذكّرتهم عهد رسول الله a لي إليهم، وتأكيده ما أكد من
البيعة لي في أعناقهم، دعاهم حبّ الإمارة، وبسط الأيدي والألسن في الأمر والنهي،
والركون إلى الدنيا بالاقتداء بالماضين قبلهم، إلى تناول ما لم يجعل الله لهم،
فإذا خلوت بالواحد منهم بعد الواحد ذكّرته أيّام الله،
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 351