responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 349

وتقدّم إليهم في ملازمة أميرهم، والمسير معه تحت لوائه، ينفذ لوجهه الذي نفذه إليه، فخلّفوا أميرهم مقيما في عسكره، وأقبلوا يتبادرون على الحيل، ركضا إلى حلّ عقدة عقدها الله لي ورسوله a في أعناقهم فحلّوها، وعهد عاهد الله ورسوله فنكثوه، وعقدوا لأنفسهم عقدا ضجّت به أصواتهم، واختصّت به آراؤهم، من غير مناظرة لأحد منّا بني عبد المطلب، أو مشاركة في رأي، أو استقامة لما في أعناقهم من بيعتي، فعلوا ذلك وأنا برسول الله a مشغول، وبتجهيزه عن سائر الأشياء مصدود، فإنّه كان أهمّها وأحقّ ما بدئ به منها، فكانت هذه أفدح ما يرد على قلبي، مع الذي أنا فيه من عظيم الرزية، ومفاجع المصيبة، وفقد من لا خلف له إلّا الله، فصبرت عليها إذ أتت بعد أختها على تقاربها وسرعة اتّصالها)، ثم التفت إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين.

[الحديث: 745] قال الإمام علي: (أما الثالثة، فإنّ القائم بعد النبي a كان يلقاني معتذرا في كل أيّامه، ويلزم غيره ما ارتكبه من أخذ حقّي، ونقض بيعتي، ويسألني تحليله، فكنت أقول: تنقضي أيّامه ثمّ يرجع إليّ حقّي الذي جعله الله لي عفوا هيّنا، من غير أن أحدث في الإسلام ـ مع حدثه وقرب عهده بالجاهلية ـ حدثا في طلب حقّي بمنازعة، لعل قائلا يقول فيها: نعم، وقائلا يقول: لا، فيؤول ذلك من القول إلى الفعل، وجماعة من خواص أصحاب رسول الله a أعرفهم بالنصيحة لله ولرسوله a ولكتابه ودينه الإسلام، يأتونني عودا وبدءا، وعلانية وسرّا، فيدعونني إلى أخذ حقّي، ويبذلون أنفسهم في نصرتي، ليؤدّوا إليّ بذلك حقّ بيعتي في أعناقهم، فأقول: رويدا وصبرا قليلا، لعلّ الله أن يأتيني بذلك عفوا بلا منازعة ولا إراقة الدماء، فقد ارتاب كثير من الناس بعد وفاة النبي a وطمع في الأمر بعده من ليس له بأهل، فقال كل قوم: منّا أمير، وما طمع القائلون في ذلك إلّا ليتناول الأمر غيري، فلمّا دنت وفاة القائم وانقضت أيّامه، صيّر الأمر من بعده لصاحبه،

نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست