نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 276
في حرب الجمل، فقال: (وجملة القول أن الحديث صحيح الإسناد، ولا إشكال في
متنه.. فإن غاية ما فيه أن عائشة لما علمت بالحوأب كان عليها أن ترجع، والحديث يدل
أنها لم ترجع! وهذا مما لا يليق أن ينسب لأم المؤمنين. وجوابنا على ذلك أنه ليس كل
ما يقع من الكمل يكون لائقا بهم، إذ لا عصمة إلا لله وحده. والسني لا ينبغي له أن
يغالي فيمن يحترمه حتى يرفعه إلى مصاف الأئمة الشيعة المعصومين! ولا نشك أن خروج
أم المؤمنين كان خطأ من أصله، ولذلك همت بالرجوع حين علمت بتحقق نبوءة النبي aعند الحوأب، ولكن الزبير
أقنعها بترك الرجوع بقوله: (عسى الله أن يصلح بك بين الناس) ولا نشك أنه كان مخطئا
في ذلك أيضا. والعقل يقطع بأنه لا مناص من القول بتخطئة إحدى الطائفتين
المتقاتلتين اللتين وقع فيهما مئات القتلى. ولا شك أن عائشة المخطئة لأسباب كثيرة،
وأدلة واضحة، ومنها ندمها على خروجها، وذلك هو اللائق بفضلها وكمالها، وذلك مما
يدل على أن خطأها من الخطأ المغفور بل المأجور)[1]
بالإضافة لهذا؛ فإن كل مراجع الشيعة الكبار، وعلى مدار التاريخ، احترموا
عرض رسول الله a، بل احترموا عرض جميع
الأنبياء، بل اعتبروا من عصمة النبي عصمة عرضه، ولذلك لم يسيئوا لرسول الله a في عرضه، حتى لو
اختلفوا مع بعض أمهات المؤمنين بسبب حربهم للإمام علي.. لأن أمهات المؤمنين وإن
عصموا في أعراضهم بسبب ارتباطهم بالمعصوم إلا أنهم ليسوا معصومين فيما عدا ذلك،
وقد نص القرآن الكريم على ذلك، بل ذكر أن من نساء الأنبياء من وقع في الكفر ذاته..
وفرق كبير بين الكفر والفاحشة.. فالفاحشة ترتبط بعرض النبي، بخلاف الكفر وغيره،
فلا علاقة لذلك بعرض النبي.. بل إن القرآن الكريم ذكر أن أبناء الأنبياء أنفسهم
ليسوا معصومين من الكفر، وقد قص علينا